الابتهاج بانتصار غزة يغطي أجواء عواصم المقاومة والحلفاء يغرقون بالتفاصيل
يناير 19, 2025
مع بدء سريان اتفاق وقف اطلاق النار بغزة يبدو النظام العربي الرسمي منقسما بين من يرى فيه نصرا للمقاومة وبين من يعتبره هزيمة، لكن بين هذا وذلك تؤكد المعطيات على الأرض وضعا اخر ، فكيف بدا المشهد؟
خاص – الخبر اليمني:
بالنسبة للشارع العربي والإسلامي لا يبدو اختلاف اثنان حول انتصار المقاومة، فمن وجهة نظر هؤلاء ، في حال لم يسقط الأضعف هو منتصر ، وهم بذلك يحاولون مقارنة الترسانة العسكرية الصهيونية والممدودة بجسور من الغرب لم تتوقف على مدار الأشهر الـ14 الماضية من عمر الحرب ، وبين سلاح المقاومة الذي بالكاد ينتج ويصنع محليا ..
كانت الاحتفالات التي شهدتها عواصم عربية وإسلامية شعبيا دليل على اجماع الشعوب حول نصر المقاومة، لكن خلافا لهؤلاء ثمة مسارات أخرى حددت موقف الأنظمة الرسمية والتي بدأت منقسمة بين عواصم المحور التي احتفلت بالانتصار وعلى راسها طهران وصنعاء وبيروت ودول أخرى اعتبرت انصياع الاحتلال ذي “القوة التي لا تقهر” لاتفاق مع المقاومة هزيمة كبرى للاحتلال دون الخوض بالتفاصيل..
في المقابل، بدأت عواصم خليجية وعربية مطبعة او تطمح لذلك اكثر انغماس في قراءة تفاصيل الاتفاق بحثا عن ما يعزز روايتها بهزيمة المقاومة وكل هدفها تصوير فشل المحور المساند لغزة ..
وبعيدا عن كل قراءة الأطراف ثمة معطيات على الأرض تؤكد ان الانتصار كان سيد الضعفاء ، فالمقاومة التي تتعرض بيئتها وحاضنتها لحرب إبادة منذ نحو 470 يوما خرجت لتستعرض التفاف الناس حولها مجددا بغزة في مشهد يغيظ الاحتلال وحلفائه وهذا اكبر انتصار لها يضاف إلى نجاحها بقيادة عملية تفاوضية شاملة لكافة الفصائل واطلاق سراح اسرى من مختلف القوى الفلسطينية بمن فيها سلطة الرئيس عباس التي فشلت في اطلاق اسير واحد من فتح رغم علاقته الوطيدة بالاحتلال وهذا يعزز بحد ذاته التوافق الوطني الفلسطيني بغض النظر عن مواقف بعض القوى إضافة إلى ذلك ما فرضته المقاومة على طاولة المفاوضات وكان الاحتلال يرفض القبول به ويضع سقفا لا يقل عن انهاء حكم حماس وتهجير قادتها وإعادة احتلال القطاع وترحيل الفلسطينيين..
بين اهداف الاحتلال المعلنة وشروط المقاومة بالاتفاق بما في ذلك الانسحاب وإعادة الاعمار تؤكد الشواهد ان المقاومة انتصرت فعليا بغض النظر عن فاتورة القتل والتدمير التي دفعتها باعتبارها ضريبة تحرر.
قبل طوفان الأقصى كانت الخطة الصهيونية – العربية تقضى بحل القضية الفلسطينية بعيدا عن القوى المحلية ومقابل تطبيع سعودي، لكن اليوم سيكون اي قرار يتعلق بفلسطين خاص بابنائها ممن فرضوا واقع جديد واعطوا الاحتلال وحلفائه درسا بأن الشعوب لا تنساق بل تتحرر.
The post الابتهاج بانتصار غزة يغطي أجواء عواصم المقاومة والحلفاء يغرقون بالتفاصيل first appeared on الخبر اليمني.