تقرير يكشف العلاقة والتعاون بين حكومة دمشق الجديدة والاحتلال لاستهداف العقول العسكرية السورية

مارس 21, 2025

 

 

كشف تقرير لـ”The Cradle عربي، عن تعاون وثيق بين “هيئة تحرير الشام” الحكومة السورية الحالية لاستهداف العقول العسكرية السورية، ففي 27 نوفمبر 2024، شنّ مسلحو “هيئة تحرير الشام”، الفرع السابق لتنظيم “القاعدة”، هجومًا خاطفًا على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا.

 

متابعات خاصة – الخبر اليمني:

 

في خضمّ الفوضى التي رافقت الهجوم، اغتيل البروفيسور الأرمني المولد، يرفانت أرسلانيان، برصاص قناص يُشتبه في انتمائه لـ”الهيئة”، أثناء محاولته الفرار من الهجوم، والذي عمل سابقًا في إيطاليا على أنظمة الأسلحة، وكان وقت اغتياله يشغل منصب رئيس فريق تصميم الأبحاث المتقدمة للأسلحة في المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في حلب.

 

وربط الصحافي السوري – الأرمني، كيفورك ألماسيان،  عملية الاغتيال، بالاحتلال والتعاون مع الحكومة الحالية، وأشار إلى أن الجريمة قد لا تكون من تنفيذ “هيئة تحرير الشام” وحدها، وكتب على منصة “إكس”: “خمنوا من هو المهووس بالباحثين العلميين في سوريا؟ إسرائيل”.

 

جاء اغتيال أرسلانيان كجزء مما قد يكون حملة منسقة بين إسرائيل و”الهيئة” لاستهداف القدرات العسكرية السورية، لا سيما العلماء والمهندسين العسكريين الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في تطوير الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك برامج الأسلحة الكيميائية، في إطار مساعي سوريا لموازنة التفوق النووي الإسرائيلي.

 

وقال خبراء إنه في حين يركز الاحتلال على تدمير البنية التحتية العسكرية السورية وترسانة الأسلحة المتطورة عبر الضربات الجوية، تتولى “هيئة تحرير الشام” تصفية العلماء والمهندسين العسكريين، مما يسهم في إضعاف قدرة سوريا على تطوير أنظمتها الدفاعية، مهددًا توازن القوى في المنطقة على المديين القريب والبعيد.

 

وقال التقرير إلى أن جذور برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والمتقدمة في سوريا تعود إلى القرارات التي اتخذها الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، في السبعينيات، بإنشاء مراكز بحث علمي، أبرزها مركز الدراسات والبحوث العلمية، الذي يقع مقره الرئيسي في بلدة جمرايا في ريف دمشق.

 

وفي 8 أيلول/سبتمبر 2024، شن الاحتلال عدة غارات جوية استهدفت منشأة تابعة لمركز الدراسات والبحوث العلمية بالقرب من مدينة مصياف في ريف حماة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 53 آخرين، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية السورية.

 

وعقب هجوم مماثل عام 2022، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، بأن إيران تستخدم منشأة مصياف لإنتاج صواريخ وأسلحة متطورة لصالح قواتها المسلحة، وكذلك لصالح حزب الله اللبناني الذي يُعد رأس حربة في مقاومة إسرائيل في المنطقة.

وأضاف التقرير إلى أنه “وبعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” على حلب من دون أي مقاومة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، واصلت تقدمها السريع نحو حماة وحمص. وفي 8 كانون الأول/ديسمبر، دخل زعيمها أحمد الشرع، المعروف سابقًا كأحد قادة تنظيم “القاعدة” في العراق باسم أبو محمد الجولاني، إلى دمشق منتصرًا، ومنهيًا أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

 

مجزرة الفاحل

بعد الحملة الخاطفة التي شنتها “هيئة تحرير الشام” للسيطرة على دمشق، والغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت البنية العسكرية السورية بأسلوب “الصدمة والترويع”، تواصلت عمليات اغتيال العلماء والمهندسين المرتبطين بالمراكز البحثية العلمية السورية.

 

ووثق التقرير أنه في 26 كانون الثاني/يناير، أعدم مسلحون تابعون لـ”الهيئة” 13 مهندسًا عسكريًا خلال حملة أمنية في قرية فاحل في ريف حمص، ووفقًا لمصدر تحدث إلى صحيفة The National،”نُقلت الجثث إلى مدخل القرية، وتم توثيقها بالصور. معظم القتلى أصيبوا بطلق ناري في الرأس من مسافة قريبة جدًا”.

 

ورغم أن هؤلاء المهندسين لم يشاركوا في أي عمليات قتالية وكانوا قد خضعوا لإجراءات المصالحة مع الحكومة الجديدة التي تقودها “الهيئة”، إلا أنهم قُتلوا بدم بارد، وفقًا ما أبلغ رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، “بي بي سي” العربية.

 

ورغم أن معظم الضحايا كانوا من المهندسين العسكريين، لم يحظَ ذلك باهتمام وسائل الإعلام، بسبب تزامن عمليات الإعدام مع موجة واسعة من أعمال العنف الطائفي التي استهدفت العلويين في ريفي حماة وحمص. واعترف زعيم “الهيئة”، أحمد الشرع، بأن هذه الأحداث “أمر طبيعي وقد تستمر لعامين أو ثلاثة”.

في يوم مجزرة فاحل، استدعى مسؤولون في حكومة “الهيئة” العالم البارز الدكتور حسن إبراهيم إلى دمشق. وبعد فترة وجيزة، انقطعت أخباره، قبل أن يُعثر على جثته بعد خمسة أيام قرب بلدة مرابا في ريف دمشق، المنحدر من قرية بريصين في منطقة الشيخ بدر في طرطوس، كان يعمل في مجال الطاقة في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا (HISR) في دمشق.

 

في اليوم التالي، اغتيل المهندس العسكري عفيف عبود أثناء عودته إلى منزله على الطريق السريع قرب جسر القدموس عند مدخل مدينة بانياس في محافظة طرطوس، بعد تلقيه تطمينات من حكومة دمشق أن في إمكانه يمكنه العودة إلى عمله في مركز الدراسات والبحوث العلمية (SSRC)  في العاصمة.

The post تقرير يكشف العلاقة والتعاون بين حكومة دمشق الجديدة والاحتلال لاستهداف العقول العسكرية السورية first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا