واشنطن..فوضى عارمة داخل البنتاغون بسبب الحملة العسكرية على اليمن..!

أبريل 22, 2025

المشهد الجنوبي الأول _ متابعات

بعد قرابة شهر من فضيحة تسريب خطط الحملة العسكرية ضد اليمن من قبل كبار مسؤولي الأمن القومي بإدارة ترامب في محادثة على تطبيق “سيجنال”، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هجيسيث، قام أيضاً بتسريب معلومات حساسة حول العمليات في اليمن في محادثة أخرى على التطبيق نفسه، في فضيحة جديدة تأتي بعد أيام من إقالة مسؤولين كبار في البنتاغون على خلفية تحقيق في تسريب معلومات حساسة، الأمر الذي كشف عن فوضى كبيرة داخل وزارة الدفاع الأمريكية.

وفي تقرير، نشرته مساء الأحد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أربعة مصادر قولها إن “وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث شارك معلومات مفصلة حول الضربات القادمة في اليمن في 15 مارس في دردشة جماعية خاصة على تطبيق (سيجنال) ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي”.

ووفقاً للمصادر فإن “المعلومات التي شاركها هيجسيث في دردشة سيجنال تضمنت جداول الرحلات لطائرات (إف/إيه-18 هورنت) التي تستهدف الحوثيين في اليمن، وهي في الأساس نفس خطط الهجوم التي شاركها في دردشة سيجنال منفصلة في نفس اليوم والتي تضمنت عن طريق الخطأ محرر مجلة ذا أتلانتيك”.

وبحسب التقرير فإن زوجة هجسيث، جينيفر، هي منتجة سابقة في قناة فوكس نيوز، وليست موظفة في وزرة الدفاع، ولكنها سافرت معه إلى الخارج وتعرضت لانتقادات بسبب مرافقتها لزوجها في اجتماعات حساسة مع زعماء أجانب.
أما شقيقه، فيل، ومحاميه تيم بارلاتوري، فيعملان في البنتاغون، ولكن بحسب الصحيفة فإنه “ليس من الواضح لماذا يحتاج أيٌّ منهما إلى معرفة تفاصيل الضربات العسكرية التي تستهدف الحوثيين في اليمن”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “بخلاف المحادثة التي تم الكشف عنها سابقاً، والتي أُدرجت فيها صحيفة (ذا أتلانتك) عن طريق الخطأ، فإن المحادثة التي كُشف عنها مؤخراً كانت من إنشاء هيجسيث، وقد ضمت زوجته وحوالي اثني عشر شخصاً آخرين من دائرته الشخصية والمهنية في يناير، قبل تعيينه وزيراً للدفاع، وسُميّت (الدفاع | فريق هادل)”، مشيرة إلى أن الوزير استخدم فيه هاتفه الخاص بدلاً من هاتفه الحكومي.

وأضافت أن ذلك “يثير المزيد من التساؤلات حول التزام هيجسيث بالبروتوكولات الأمنية”.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن الوزير شارك المعلومات حول العمليات في اليمن على المحادثة، في نفس التوقيت الذي كان يضع فيه نفس التفاصيل على المحادثة الأخرى التي تم الكشف عنها في وقت سابق.

وكانت إدارة ترامب قد دافعت عن مستشار الأمن القومي مايك والتز في قضية تسريب خطط الحملة على المحادثة التي تم الكشف عنها في مارس، وقالت إنه “لم يشارك أي خطط حرب فعلية”، وهو ما دفع بمجلة “ذا اتلانتك” إلى نشر تفاصيل المحادثة التي انطوت على معلومات مفصلة بشأن الضربات على اليمن.

وهذه المرة نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي قوله إن محادثة الوزير هجسيث “لم تنطوِ على أي خرق للأمن القومي”.

وقال المتحدث الرسمي باسم البنتاغون شون بارنيل: “يومٌ آخر، قصة قديمة أخرى، عادت من حيث أتت.. لم تكن هناك أي معلومات سرية في أي محادثة على سيجنال، مهما حاولوا نسج القصة بطرقٍ مُختلفة”.

– إقالات وفوضى داخل البنتاغون بسبب التسريبات:

وتعليقاً على ما نشرته “نيويورك تايمز” قال البيت الأبيض إن “هناك من يسربون معلومات من داخل وزارة الدفاع ويوجد قادة بالبنتاغون يعرقلون التغيير”.

ونقلت شبكة “سكاي نيوز” عن نائبة السكرتير الصحافي للبيت الأبيض آنا كيلي، قولها إن “من سربوا المحادثة هم أربعة مسؤولين كبار تم طردهم من البنتاغون الأسبوع الماضي كجزء من تحقيق داخلي في قضية تسريب معلومات”، مشيرة إلى أنهم “يحاولون تحريف الحقيقة لإرضاء غرورهم المحطم وتقويض أجندة الرئيس، لكن الإدارة ستواصل محاربتهم”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي هيجسيت لاحقاً: “هناك وسائل إعلام تعتمد مصادر مجهولة كموظفين سابقين بالبنتاغون لهدم السمعة وهذا لن يؤثر عليّ”، مضيفاً: “ليس مفاجئاً نشر مقالات لتشويه السمعة بعد أن تم طرد عدد من المسربين”.

وتابع: “تحدثت مع الرئيس ترامب وسنواصل المعركة معاً”.

ووفقاً لتقرير نشره موقع “بوليتيكو” الأمريكي قبل أيام، فإن وزير الدفاع أقال يوم الجمعة ثلاثة من كبار موظفيه، وهم: كبير المستشارين دان كالدويل، ونائب مدير مكتب الوزير دارين سيلنيك، ومدير مكتب نائب الوزير ستيفن فاينبرغ، وذلك على خلفية تحقيق بشأن تسريب معلومات.

وأفاد الموقع بأن مدير مكتب الوزير، جو كاسبر، سيترك منصبه في الأيام المقبلة. ووفقاً للموقع فإن التحقيق يشمل عدة أمور منها تسريب معلومات حول توجه حاملة الطائرات (كارل فينسون) إلى المنطقة للمشاركة في حملة القصف على اليمن.

ونقل الموقع عن مسؤول دفاعي كبير قوله: “هناك انهيار كامل في المبنى، وهذا ينعكس سلباً على قيادة الوزير.. لقد أحاط بيت هيجسيث نفسه بأشخاص لا يهتمون بمصالحه”.

وكتب المتحدث السابق باسم البنتاغون، في مقال على “بوليتيكو” الإثنين: “من المرجح للغاية أن نرى المزيد من الأحداث المثيرة للاهتمام في القريب العاجل، مع وجود قصص أكثر ضخامة قادمة هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكره مراسلون رئيسيون في البنتاغون لمصادر خاصة”، حسب تعبيره.

وأضاف: “لقد مرّ شهرٌ من الفوضى العارمة في البنتاغون، من تسريباتٍ لخططٍ عملياتيةٍ حساسةٍ إلى عملياتِ تسريحٍ جماعيةٍ، وأصبح هذا الخللُ الآن مصدرَ تشتيتٍ كبيرٍ للرئيس”.

وتأتي فوضى التسريبات والإقالات في وقت تتزايد الانتقادات لالتزام البنتاغون بسياسة تكتم شديد غير مسبوقة بشأن تفاصيل العمليات في اليمن، حيث ذكر موقع “ميليتاري” العسكري الأمريكي، في تقرير رصده “يمن إيكو” قبل أيام، أن البنتاغون يرفض تقديم أبسط التفاصيل والإجابة عن أي تساؤلات بشأن الحملة العسكرية ومعايير نجاحها، في ظل تزايد التقارير بشأن فشلها في تحقيق أهدافها، مع الاستنزاف الكبير لموارد الجيش الأمريكي.

وكتبت مراسلة الأمن القومي في شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية كورتني كيوب، قبل أيام، في تدوينة على منصة إكس: “بعد أشهر من التحديثات المنتظمة، توقفت القيادة المركزية الأمريكية عن مشاركة أي تفاصيل حول العمليات ضد الحوثيين، إذ ترفض إدارة ترامب تقديم أي تفاصيل حول الهجوم الحالي، باستثناء تكرار إعلان نجاحه بدون وجود حقائق تثبت ذلك”.

ويبدو أن لقضية التسريبات علاقة بتحول البنتاغون إلى التكتم الشامل، خصوصاً بعد تقارير كشفت عن تجاوز تكاليف حملة القصف على اليمن مليار دولار في غضون ثلاثة أسابيع فقط، وتصريحات لمسؤولين أمريكيين عن عدم تحقيق نجاح كبير في الإضرار بقدرات قوات صنعاء..

بالإضافة إلى مخاوف قادة عسكريين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من استنزاف مخزونات الجيش الأمريكي من الذخائر الدقيقة المخصصة للصراع مع الصين في الحملة ضد اليمن، وهي تفاصيل كان من المتوقع أن تنكشف في مرحلة ما، لكنها ظهرت بصورة أسرع من المتوقع، قبل أن تكمل الحملة العسكرية شهراً واحداً.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا