“الهند والعدو الإسرائيلي”.. تحالف استراتيجي صاعد يتخطّى التسلّح باتجاه النفوذ السياسي و الاقتصادي

أبريل 26, 2025

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة تشهد العلاقات بين الهند وكيان العدو الإسرائيلي نموًا غير مسبوق على المستويات الأمنية والتكنولوجية والدبلوماسية فيما بات يوصف بأنه شراكة استراتيجية متكاملة تتجاوز حدود المصالح الثنائية لتلامس إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية خصوصًا في مواجهة النفوذ الإيراني والصيني.

متابعات-الخبر اليمني:

ورغم أن الهند اعترفت بالكيان الإسرائيلي رسميًا منذ عام 1950 فإن العلاقات ظلت محدودة حتى تسعينيات القرن الماضي بسبب التزام نيودلهي التقليدي بدعم القضية الفلسطينية إلا أن نهاية الحرب الباردة وتحول الهند نحو اقتصاد السوق سمح بإعادة صياغة سياستها الخارجية لتبنى شراكة تدريجية مع تل أبيب بلغت ذروتها في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

في عام 2017 أصبح مودي أول رئيس وزراء هندي يزور الكيان الإسرائيلي منهيًا عقودًا من التحفظ الدبلوماسي ومنذ ذلك الحين تضاعف التعاون بين الجانبين لا سيما في مجالات الدفاع والأمن السيبراني والتكنولوجيا الزراعية ويعد الكيان الإسرائيلي اليوم من أكبر خمسة مزودي الأسلحة للهند حيث تشمل الصفقات منظومات دفاع جوي مثل باراك 8 وطائرات بدون طيار وتقنيات مراقبة متقدمة.

في المقابل ترى تل أبيب في الهند شريكًا استراتيجيًا يوفر سوقًا ضخمة للتكنولوجيا ونقطة ارتكاز في آسيا أمام التغلغل الإيراني والقطبين الروسي الصيني ووفق معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي بلغت قيمة صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى الهند أكثر من 2.5 مليار دولار بين عامي 2018 و2023

التقارب لا يقتصر على السلاح فقد ازدهرت الشراكات في مجال الزراعة الذكية وتقنيات المياه والأمن السيبراني حيث أنشأت إسرائيل أكثر من 30 مركز امتياز في ولايات هندية لتحسين إنتاج المحاصيل وتكنولوجيا الري بدعم مباشر من وزارة الخارجية الإسرائيلية.

سياسيًا تتبادل الحكومتان اليمينيتان بقيادة مودي ونتنياهو لغة مشتركة في ملف مكافحة الإرهاب وغالبًا ما ينظر إلى كشمير وغزة باعتبارهما مسرحين لتجارب أمنية موازية في الخطاب الرسمي للطرفين وقد عبرت إسرائيل عن دعمها للهند مرارًا في مواجهتها مع باكستان فيما امتنعت الهند عن إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في أكثر من مناسبة داخل المحافل الدولية.

مع ذلك لا تزال نيودلهي حريصة على التوازن إذ تحتفظ بعلاقات قوية مع العالم العربي وإيران مدفوعة باحتياجاتها الطاقوية والديموغرافية إذ يعيش ملايين الهنود في الخليج لكن تحالفها المتنامي مع تل أبيب بات أحد الأعمدة الصلبة في سياستها الإقليمية والدولية.

ويرى مراقبون أن هذا التحالف يعزز التموضع الإسرائيلي في آسيا ويمنح الهند قدرات نوعية في سباق التسلح فيما تراقب بكين وإسلام آباد هذا التقارب بقلق وسط تزايد الحديث عن محور جديد يضم واشنطن نيودلهي وتل أبيب في مواجهة تحالفات الصين روسيا إيران.

The post “الهند والعدو الإسرائيلي”.. تحالف استراتيجي صاعد يتخطّى التسلّح باتجاه النفوذ السياسي و الاقتصادي first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا