باحث صيني: الحوثيون فعلوا ما هو أفضل من إغراق حاملة الطائرات

ديسمبر 8, 2024

 

ليس الأمر أن حاملات الطائرات عديمة الجدوى بشكل عام، ولكن بالنسبة للصين، أصبحت جميع حاملات الطائرات الأمريكية وغيرها من الدول بلا فائدة. أما حاملات الطائرات الصينية، فلا تزال لها قيمة في الوقت الحالي، لكنها بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجية تطويرها.

ما عرض في معرض “تشوهاي” الجوي الأخير من معدات جديدة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، حاملات الطائرات المسيّرة، القوارب غير المأهولة، بالإضافة إلى المعدات التي كُشف عنها سابقًا مثل الصواريخ DF-21D، DF-26، DF-17، والصواريخ الأسطورية DF-27، والسفن الحربية 055، و076، و815A، يظهر أن الصين قد أحدثت تحولًا عميقًا في مفهوم الهيمنة البحرية التقليدية التي تتمحور حول حاملات الطائرات. لفهم هذا التحول، يجب استعراض الأحداث الأخيرة التي مرّت بها حاملات الطائرات الأمريكية، إضافة إلى تطور تجهيزات الهيمنة البحرية والثورات الرئيسية التي شهدتها.

أولًا: الهيمنة البحرية الأمريكية القائمة على حاملات الطائرات تعرضت لهزات عميقة

الصدمة الناتجة عن مواجهات الحوثيين مع حاملات الطائرات الأمريكية

في يونيو/حزيران 2024، زعمت القوات المسلحة الحوثية في اليمن مراراً وتكراراً أنها شنت هجوماً على حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور وأصابتها. ولم يتلق هذا الأمر تأكيدا نهائيا، وقد نفت الولايات المتحدة تعرضها للضرب منذ البداية وحتى النهاية. لكن وسط النفي المستمر، غادرت السفينة “أيزنهاور” البحر الأحمر بسرعة، ودخلت البحر الأبيض المتوسط ​​عبر قناة السويس، ثم عادت إلى وطنها. ومن هذه المعلومات المؤكدة علنا، ورغم أنه لا يمكن التأكد مما إذا كانت حاملة الطائرات الأمريكية قد أصيبت، يمكننا استخلاص الاستنتاجات الواضحة التالية:

 

بالاعتماد على المعلومات التي أصبحت علنية، يمكن استخلاص ما يلي:

  1. جماعة الحوثيين نفذت بالفعل هجمات على الحاملة الأمريكية، رغم نفي الجانب الأمريكي لإصابتها.
  2. لم تُغرق الحاملة، لكنها أُجبرت على الانسحاب.
  3. الحوثيون أظهروا عدم خوفهم من حاملة الطائرات الأمريكية، بينما أبدت الحاملة حذرًا واضحًا من التعرض لهجمات أخرى، مما دفعها إلى الانسحاب السريع.

في الماضي، كانت حاملات الطائرات الأمريكية رمزًا للهيمنة العسكرية الأمريكية. بمجرد حدوث أي اضطرابات في أي مكان في العالم، كان السؤال الأول الذي يطرحه الرئيس الأمريكي: “أين أقرب حاملة طائرات لدينا؟”.

كان وصول مجموعة قتالية واحدة من حاملة الطائرات كافيًا للردع، أما ظهور مجموعتين، فهذا يعني الاستعداد للحرب، وإذا تجاوز العدد ثلاث مجموعات، فهذا يعني حرب إبادة. حتى الصين، قبل 20 أو 30 عامًا، أو حتى قبل 10 سنوات فقط، كانت ستشعر بتوتر وقلق شديد إذا ظهرت مجموعتان قتاليتان من حاملات الطائرات الأمريكية قبالة سواحلها.

في عام 2016، خلال مواجهة عسكرية بين الصين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات، وردت الصين بتعبئة جميع قوات الأساطيل الثلاثة الرئيسية التابعة لبحريتها، بالإضافة إلى قوات الصواريخ الاستراتيجية (الثانية)، وأفضل وحدات سلاح الجو التابع للجيش.

استدعت البحرية الصينية ضباطها المتقاعدين، وكتب الجنود المشاركون وصاياهم قبل التوجه إلى المعركة. كما تم نشر صواريخ DF-21D علنًا لأول مرة كوسيلة للردع، وبفضل هذا الجهد الهائل الذي استُخدمت فيه قدرات البلاد بأكملها، تم إجبار المجموعتين القتاليتين الأمريكيتين على الانسحاب.

إذا كانت الصين، بكل قوتها الوطنية، تطلبت كل هذا الجهد للتعامل مع الموقف، فمن الصعب تخيل أن أي دولة أخرى أو قوة محلية قد تجرؤ على مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية. ففي الماضي، كان من غير المعقول على المستوى العالمي أن يمتلك أي طرف الجرأة على مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية. وإذا قام أي طرف باستفزاز البحرية الأمريكية، فإن “الرد الطبيعي” كان أن تبدأ مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية بالهجوم الفوري على المهاجم، حتى يتم إجباره على الاستسلام.

لكن، خلال أقل من عشر سنوات، أظهرت جماعة الحوثيين في اليمن جرأة أكبر من الصين في عام 2016، حيث شنت مرارًا هجمات على حاملات الطائرات الأمريكية. هذا الأمر أصاب الكثيرين بالدهشة والارتباك، وهو أمر يمكن فهمه. ورغم أنه لم يتم تأكيد إصابة الحوثيين لحاملة الطائرات الأمريكية بشكل مباشر، إلا أن هذه الأحداث أظهرت مجموعة من الحقائق الواضحة التي لا جدال فيها:

لقد انهارت معظم قوة الردع التي كانت تتمتع بها حاملة الطائرات الأمريكية. إذا تمكنت القوات المسلحة الحوثية من مواجهة حاملة طائرات أمريكية والتعامل معها بهذه الطريقة، فمن السهل تصور المستوى الحقيقي لقوتها القتالية. وبغض النظر عن كيفية تفسير وسائل الإعلام والولايات المتحدة للأمر، فإن الانسحاب السريع لحاملة طائرات أمريكية بعد الاشتباك، من منظور عسكري بحت، يُطلق عليه “صدّ من قبل الحوثيين”

هذا “الصدّ” قد يعني أن الحاملة تعرضت لخسائر فعلية، أو ربما لم تُصب بأضرار مادية مباشرة، لكنه يعكس قرارًا بالانسحاب بسبب عدم قدرة الجانب الأمريكي على تحمل الهجمات، والاعتقاد بأن استمرار المواجهة سيؤدي على الأرجح إلى تكبد خسائر فادحة. من الناحية العسكرية، مثل هذا النوع من الانسحاب يُعتبر “تراجعًا قسريًا”.

عبارة “تم صد المجموعة القتالية لحاملة الطائرات الأمريكية من قبل القوات المسلحة الحوثية” تحمل في طياتها دلالات كافية لتوضيح القضية بوضوح وجلاء.

سيكون الأمر جيدا لو تم صد حاملة الطائرات مرة واحدة، لكن المشكلة تكمن في أنه مساء 12 نوفمبر 2024، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين في اليمن، يحيى سريع، أن الحوثيين استهدفوا حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن” باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، وزعموا أنهم نجحوا في إحباط خطة الغارات الجوية الأمريكية ضد اليمن. بالإضافة إلى ذلك، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر.

صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بات رايدر، في 12 نوفمبر، أن الحوثيين أطلقوا في 11 نوفمبر ما لا يقل عن 8 طائرات مسيرة، و5 صواريخ باليستية مضادة للسفن، و3 صواريخ كروز مضادة للسفن باتجاه المدمرتين الأمريكيتين “ستوكدايل” و”سبروانس” أثناء مرورهما في مضيق باب المندب، وأن الهجمات “تم إحباطها بنجاح” دون وقوع أضرار أو إصابات. وأضاف رايدر أنه لم يتلقَّ أي تقارير تشير إلى تعرض حاملة الطائرات “لينكولن” للهجوم.

هذا يعني أن الولايات المتحدة اعترفت بأن الحوثيين شنوا هجمات على البحرية الأمريكية، لكنها نفت تعرض سفنها لأي أضرار، ولم تؤكد (لاحظ، لم تنف بشكل قاطع) أن حاملة الطائرات قد تعرضت لهجوم. عدم وجود تقارير حول استهداف “لينكولن” قد يعني أنها لم تُهاجم، أو ربما تعرضت للهجوم لكن البحرية الأمريكية لم تُفصح عن ذلك، ولهذا لم يؤكد البنتاغون الأمر.

النقطة الأساسية هي أنه في 19 نوفمبر 2024، أعلن البنتاغون سحب حاملة الطائرات الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط، وهي “أبراهام لينكولن”. هذا يثبت مجددًا أن قوة الردع التي كانت تتمتع بها حاملات الطائرات الأمريكية قد تلاشت بشكل كبير. وفي وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى دعم الولايات المتحدة، فإن سحب الحاملة الوحيدة في المنطقة ليس “أمرًا طبيعيًا”. وبعبارة أخرى، من منظور عسكري بحت: “مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية القتالية أُجبرت مرة أخرى على التراجع من قبل الحوثيين”.

وفي 1 ديسمبر 2024، أعلن الحوثيون أنهم شنوا هجومًا جديدًا على مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد باستخدام 16 صاروخًا باليستيًا، وصاروخ كروز واحد، وطائرة مسيرة، وأكدوا أنهم حققوا “ضربات دقيقة” في بحر العرب وخليج عدن.

 

ربما لا يزال هناك بعض الأشخاص الذين لا يفهمون تماماً: فمهما يكن الأمر، في نهاية المطاف لا توجد أدلة واضحة تُظهر أن الحوثيين قد أصابوا حاملة الطائرات الأمريكية، أليس كذلك؟ وكثيراً ما ينشر البعض على الإنترنت مقالات تتحدث عن مدى صعوبة إغراق حاملة طائرات أمريكية. ستثبت المقالات التالية في هذه السلسلة مبدأً واحداً: في العصر الذي تطورت فيه البشرية حتى وصلت إلى امتلاك أسلحة نووية قادرة على تدمير الأرض بسهولة، فإن أفضل وسيلة في مواجهة الهيمنة الأمريكية ليست القضاء عليها تماماً، بل جعلها نصف ميتة؛ إذ إن امتلاك القدرة على إغراق حاملة طائرات أمريكية أمرٌ مهم، لكن الأهم من ذلك هو تشويهها. إن خدش وجهها أفضل من تحطيم رأسها، لأن الدور الأهم لحاملة الطائرات الأمريكية ليس بالضرورة الفوز في حرب معيّنة، بل استعراض القوة والهيمنة في كل مكان. إن تمكّنت من تشويه وجهها وإحراجها وجعلها تشعر بالدونية، فستختفي بذلك صورة هيمنتها.

الحوثيون لم يحطموا رأس حاملة الطائرات الأمريكية، ولكن أصبح من الواضح أن آثار الخدش على وجهها موجودة. هذه هي أكثر الوسائل فاعلية لمواجهة حاملة الطائرات الأمريكية، أي “تكتيك التشويه”. لا توجد أدلةٌ تُظهر بوضوح أن وجه حاملة الطائرات الأمريكية قد خُدش فعلياً، لكن يكفي أنه توجد أدلّة تؤكد أنها اضطرت لتغطية وجهها والهرب بسرعة.

 

مجموعة القتال التابعة لحاملة الطائرات الأمريكية أصبحت، في مواجهة جيش التحرير الشعبي الصيني، من حالة التباهي والغرور المطلق إلى حالة أشبه بالفأر الذي يفرّ عند رؤية القطة.

تتبدد قوة الردع لحاملات الطائرات الأمريكية بسرعة كبيرة بحيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ففي 2 أغسطس 2022، قامت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك، بزيارة منطقة تايوان الصينية. ورداً على ذلك، أعلنت الصين فوراً أن جيش التحرير الشعبي سيجري تدريبات عسكرية مهمة تتضمن إطلاق النار بالذخيرة الحية، وذلك من الساعة 12:00 ظهراً يوم 4 أغسطس وحتى الساعة 12:00 ظهراً يوم 7 أغسطس. بمجرد الإعلان عن الخبر، هربت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس رونالد ريغان، التي كانت تدعم زيارة بيلوسي شرق تايوان، بأقصى سرعة.

 

في مايو 2024، وبعد تصريحات مؤيدة لاستقلال تايوان أدلى بها المسؤول التايواني لاي تشينغ-دي، أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني مناورات عسكرية “السيف المشترك – 2024A” حول جزيرة تايوان بين 23 و24 مايو. خلال هذه المناورات، اختبأت حاملة الطائرات يو إس إس رونالد ريغان بعيداً في مياه شمال المحيط الهادئ بعيداً عن مضيق تايوان. وأثناء التدريبات، نشرت القوات الأمريكية بشكل متعمد معلومات عن تدريبات روتينية لا علاقة لها بالأوضاع في مضيق تايوان، مما أظهر ليس فقط غياب نية الردع، بل محاولة متعمدة لإظهار عدم وجود أي تهديد.

 

الأكثر إثارة هو ما حدث في مايو 2022، عندما أبحرت المدمرة الصينية “نانتشانغ” من قاعدة البحرية الصينية، وعبرت مضيق مياكو إلى غرب المحيط الهادئ، حيث واجهت بمفردها مجموعة القتال التابعة لحاملة الطائرات الأمريكية “لينكولن”. وبعد 20 يوماً من المواجهات والمناورات، أجبرت “نانتشانغ” المجموعة الأمريكية على التراجع بالكامل، مما جعل البحرية الأمريكية تفقد شجاعتها في مواجهة جيش التحرير الشعبي الصيني. وهذا يفسر حالة الذعر التي أظهرتها حاملة الطائرات “ريغان” خلال مناورات السيف المتحد-2024A.

في نهاية عام 2023، مُنحت لجنة الحزب على متن المدمرة “نانتشانغ” لقب “نموذج العصر” من قبل إدارة الدعاية المركزية الصينية. وخلال مقابلة مع التلفزيون المركزي الصيني، أجابت قائدة الدفة “شو وينشيان” على سؤال حول الاستعداد للحرب بقولها: “لا يوجد شيء لنفكر فيه، فقط نتصرف.” هذه الروح البطولية، المدعومة بالأداء المتفوق للمدمرة “نانتشانغ” من الفئة 055، هي أساس النجاح في مواجهات بحرية تقنية.

في الماضي، لم تكن حاملات الطائرات الأمريكية بهذا الضعف. في عام 2016، ورغم تراجع مجموعتي القتال الأمريكيتين، إلا أن ذلك كان أمام تعبئة صينية هائلة تضمنت مئات السفن الحربية والدعم الكامل من القوات الجوية والصواريخ الاستراتيجية.

وفي أزمة مضيق تايوان عام 1996، أرسلت الولايات المتحدة حاملتي الطائرات “إندبندنس” و”نيميتز” عبر المضيق. ولتعويض الفجوة الهائلة في القوة النارية، لجأ جيش التحرير الشعبي إلى وضع المدافع والدبابات على سفن مدنية كرسالة تفيد الاستعداد للتضحية بكل شيء. ومع ذلك، كان واضحاً أن هذه الأسلحة، بمدى نيرانها المحدود، لن تشكل أي تهديد حقيقي لحاملات الطائرات الأمريكية.

أما في حادثة المواجهة بين الولايات المتحدة والصين في البحر الأصفر عام 1994، أظهرت الولايات المتحدة هيمنتها الكاملة عندما قامت مجموعة القتال التابعة لحاملة الطائرات “كيتي هوك” بمحاكاة هجمات على غواصة صينية من طراز “هان”.

وفي عام 1993، حادثة “سفينة غالاكسي” كانت مثالاً صارخاً على تجاهل الولايات المتحدة لسيادة الصين، حيث أوقفت سفينة شحن صينية في المياه الدولية وأجرت عليها تفتيشاً. وصف أحد الدبلوماسيين الصينيين هذه الحادثة بأنها كانت “إهانة كبرى”، مما يبرز الإذلال الذي عاشته الصين آنذاك.

بعد ثلاثة عقود، يبدو المشهد وكأنه تغير تماماً، مع انعكاس شبه كامل في موازين القوى البحرية بين الصين والولايات المتحدة.

لقد مرت ثلاثون عاماً، وانعكست القوة البحرية للصين والولايات المتحدة بالكامل.

لا يزال الكثير من الناس لم يدركوا الواقع، ولا يستطيعون استيعاب التغييرات.

المشكلة الآن هي أن بعض الأشخاص في الأوساط السياسية الأمريكية ما زالوا غير قادرين على تصوّر كيف يمكن للعالم أن يتغير بهذه السرعة وهذا العمق، وما زالوا غير مستسلمين للواقع، ويعتقدون أن الأمر مجرد خوف مفرط لدى بعض قادة الجيش الأمريكي. لهذا السبب، تتوالى عمليات تغيير القادة العسكريين الأمريكيين بشكل متكرر.

ومن جهة أخرى، فإن بعض المثقفين الصينيين الذين يعيشون في بيئة “التربية عن بُعد” أيضاً لا يمكنهم تصوّر مدى الانقلاب الهائل الذي حدث في هذا العالم خلال السنوات العشر الماضية. ولهذا تتعرض المقالات التي أكتبها حول تطوّر القدرات العسكرية الصينية ومقارنة القوى العسكرية بين الصين والولايات المتحدة إلى هجمات وانتقادات متكررة من هؤلاء الأشخاص.

نشر المقال بعنوان:بالنسبة للصين، النظرية القائلة بأن حاملة الطائرات الأميركية عديمة الفائدة أصبحت حقيقة (1)

وانغ تاو هو باحث صيني شهير في مجال العلوم البحتة

The post باحث صيني: الحوثيون فعلوا ما هو أفضل من إغراق حاملة الطائرات first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا