الجيش الأمريكي ينجح في إسقاط “الدبور الكبير”!
ديسمبر 24, 2024
أسطول حاملات الطائرات الأمريكي في البحر الأحمر قدّم عرضًا مدهشًا أمام العالم أجمع؛ إذ أسقط طرّادهم مقاتلتهم الخاصة.
متابعات-الخبر اليمني:
وفقًا للتقارير الأمريكية، أقلعت مقاتلة F18 “سوبر هورنت” من حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”، وكانت تحلّق فوق البحر الأحمر. وقد فتح طراد الصواريخ الأمريكي “غيتيسبيرغ” النار عليها بالخطأ وأصاب الهدف. تم إنقاذ طيارين، وأُصيب أحدهما إصابة طفيفة.
هذا الخبر يثير التأمل. إذا كانت قوات الحوثي قد أسقطت مقاتلة الـF18، فهذا يعني أنّ الجيش الأمريكي بلغ درجة معينة من الضعف.
أمّا إذا كان الجيش الأمريكي نفسه قد أسقط طائرته، فهذا يعني أنّه أضعف من ذلك… لأنّ لدى الجيش الأمريكي نظام تمييز العدو والصديق MARK XIIA، الذي يفترض به نظريًا التفريق بين مقاتلات الناتو وإشارات صواريخ الحوثيين، لكن النتيجة كانت “إسقاط بالخطأ” للـF18.
إمّا أنّ نظام تمييز العدو والصديق هذا ليس سوى “ملابس الإمبراطور الجديدة”، أو أنّ الحرب الإلكترونية للحوثيين قمعت الجيش الأمريكي، أو أنّ جميع أفراد الجيش الأمريكي يتعاطون المخدرات فصاروا لا يفرّقون بين العدو والصديق… اختاروا ما شئتم من هذه الأسباب الثلاثة!
قامت مجموعة حاملات الطائرات الأمريكية باختبار ما يُدعى بـ”المستوى القتالي الفعلي”، ففقد مخزون مقاتلات الـF18 طائرة أخرى، وحصدت قوات الحوثيين انتصارًا، وحصل العالم أجمع على جرعة من السخرية… أربع مكاسب دفعة واحدة، مكسبٌ للجميع.
منذ أكثر من نصف عام، والبحرية الأمريكية تتواجه مع “المقاتلين الحفاة” للحوثيين في البحر الأحمر كل يوم. مضى كل هذا الوقت في تبادل الضربات حتى بدا وكأنّ قوة عظمى تتساوى مع حكومة من “الطراز الترابي”، ولم تكن هناك أي خسائر أو نتائج قتالية تُذكر، ما جعل الحسابات غير متطابقة؛ أما الآن فقد تطابقت أخيرًا سواء قلتم إنّ صاروخ الطراد الأمريكي هو من أسقط الـF18، أو إنّ الحوثيين بصواريخهم الصغيرة أسقطوها،
فالنتيجة واحدة: خسروا مقاتلة على متن حاملة الطائرات، وتساوت الحسابات في النهاية وبذلك صار هناك توضيح سواء أمام المفوض سميث أو مدققي البيت الأبيض.
لا تزال الولايات المتحدة تظهر “طيبة القلب”: في هذا العصر الغربي الذي تخلّت فيه الأسلحة عن قيمتها وصار كل شيء عبثيًا ومنحطًا، لم تتوانَ عن صفع وجهها بنفسها لإثبات المستوى الحقيقي لـ”زعيم العالم”.
خلال العامين الأخيرين تقريبًا، تتحطم طائراتها كل شهر، ويبدو أنّهم وجدوا الوتيرة بطيئة هذه المرة، فأسقطوها بأنفسهم مباشرة، ما يبيّن مدى “إخلاصهم في المسألة”!
مثل هذا “إطلاق النار على الذات” ليس مستغربًا، لأنّ الناس العاديين لا يفهمون مستوى الجيش الأمريكي حاليًا. إنّها مجموعة تعاني صعوبات في القراءة، ولا تستطيع العدّ إلى أكثر من 200، وتتعاطى المخدرات لوقت طويل، ولا تفقه شيئًا في فهم لوحة القيادة أو دليل التشغيل؛ إنّهم “أميّون وظيفيون”.
لقد باتت معايير التجنيد عندهم تنخفض أكثر فأكثر، وصار باستطاعة المجرمين ومدمني المخدرات وأفراد مجتمع الميم وغيرهم الانضمام بلا قيود. يُضاف إلى ذلك تراجع الصناعة الأمريكية، فلا عجب إن ارتكبوا أي تصرّف.
“مديرو سوق الخضار” في البنتاغون يدركون تمامًا مستواهم، لذا فهم لا يجرؤون على الخوض فعلًا في أي ساحة صراع دولية ساخنة.
في ساحة الرأي العام، كثيرون ينظرون إلى قوات الحوثيين نظرة استعلاء، لكن الجيش الأمريكي لا يفعل.
فقد اعترف الكولونيل كريستوفر هيل، قائد حاملة الطائرات “أيزنهاور”، بعد عودته إلى بلاده شخصيًا قائلًا: “إنّ القتال ضد الحوثيين هو أكثر المواجهات الجوية والبحرية شراسة بالنسبة للبحرية الأمريكية منذ الحرب الكورية”… وهكذا رفعوا مستوى الحوثيين حتى بات أشبه بـ”كائنات فضائية من كوكب متقدم”!
لا ينبغي الاستهانة حقًا بهؤلاء ذوي “الأرجل الموحلة” على ضفاف البحر الأحمر؛ فهم الوحيدون حاليًا الذين يواصلون توجيه الضربات للجيش الأمريكي وإسرائيل. ففي 21 ديسمبر، أطلقت قوات الحوثيين صاروخًا باليستيًا فائق السرعة من طراز “فلسطين-2” استهدف موقعًا في تل أبيب بإسرائيل… وقد اعترفت إسرائيل بأنّ “جميع اعتراضات الصواريخ قد باءت بالفشل”.
الجيش الأمريكي في البحر الأحمر يواجه ضغطًا كبيرًا، فلا تنخدعوا بمظاهر أسطول حاملات الطائرات المهيب؛ ففي مساحة ضيقة جدًا، لا يختلفون كثيرًا عن “حُصن للعدو”؛ إنّهم مرعوبون كل يوم من الطائرات المسيّرة والعصي الطائرة الصغيرة التي تحوم هنا وهناك… وفي ظل هذه الحالة العصبية، قد يصبح “الخوف من الظل والنظر للحبل كأفعى” أمرًا طبيعيًا.
بالمناسبة، الطراد الذي أسقط الـF18 هو “غيتيسبيرغ” من فئة تيكونديروجا… وهذه القطعة هي أيضًا “أداة لتسوية الحسابات”.
فهناك أربعة طرادات قديمة من هذه الفئة، أنفقت عليها الولايات المتحدة طوال هذه السنوات 18.45 مليار دولار.
في عام 2012، وللتصدي لمشكلة تقادم العتاد العسكري، خطّط الجيش الأمريكي لترقية 11 طرادًا من فئة تيكونديروجا وجعلها “حديثة”. لكن بحلول عام 2017، وبسبب نقص المال، تقلّص مشروع الترقية إلى 7 طرادات فقط، وهي:
“كووبنز”، “غيتيسبيرغ”، “تشانغجينهو” (تسمى بالإنجليزية Lake Champlain أو مشابه)، “هيو سيتي” (Huế City)، “أنزيو” (Anzio)، “فيكسبيرغ”، “كيب سانت جورج”… على أمل الحفاظ على قدرتها القتالية حتى عام 2030.
مع ذلك، وأثناء عملية التطوير، تغيّر المشروع مجددًا. فالطرادان “هيو سيتي” و”أنزيو” اللذان أُنفق عليهما بالفعل أموالٌ طائلة، لم يلقيا رضًا لدى البحرية الأمريكية؛ وفي عام 2022، تمّ تسريحهما مباشرة.
وقد كلّف أولهما 160 مليون دولار، والثاني 250 مليون دولار، وانتهى بهما المطاف ككومتين من الحديد دون أي فائدة.
وفي عام 2024، سرّح الجيش الأمريكي “كووبنز” و”فيكسبيرغ” أيضًا، وكان قد أُنفِق عليهما 679 مليون دولار و754 مليون دولار على التوالي؛ فذهب المال، وضاعت السفن، وزاد عدد أكوام الخردة أربعًا.
بلغ إجمالي ما استهلكه مشروع الترقية 1.845 مليار دولار، ومن بين 11 طرادًا من فئة تيكونديروجا، لم يبقَ صالحًا للاستخدام سوى ثلاثة فقط. وهذه المرة، كان “غيتيسبيرغ” أحد هذه الثلاثة هو الذي “أسقط بالخطأ” الـF18.
إنّ لهذا الطراد كفاءة عالية في “الإسقاط بالخطأ” وله سجل حافل؛ فمنذ 36 عامًا، كانت طائرة الركاب الإيرانية قد سقطت بسببه (بحسب ما يزعمه الكاتب).
يرى بعض “المستعمرين الفكريين” أنّ لدى الجيش الأمريكي 11 أسطولًا من حاملات الطائرات، وعشرات الآلاف من الطائرات، وسفنًا لا مثيل لها، وأعلامًا تملأ الأفق، وذخيرة لا تنفد… لكن في عيون الجيش الأمريكي، كل هذا
مجرّد ديون متعثّرة وأعباء. وعندما يحتاجون فعلًا للقتال، إما أنّهم يسلّمون ويختفون، أو “يضربون بالخطأ”، أو “يختفون فجأة”، أو ببساطة يرمون عتادهم مثل النفايات إلى أيدي عدوهم.
لاحقًا، ستواصل طائرات الجيش الأمريكي السقوط، وستواصل سفنه الغرق، وستُلقى معدّاته في كل مكان؛ وقبل أن يزيحوا عبء هذه الحِمل الثقيل المتراكم منذ عقود، ستستمر “حركة تصفية الحسابات” تلك.
وفي يوم من الأيام، ستتكرر قصة فيلم “سيد الحرب” ولكن هذه المرّة ستكون “جثّة العملاق” هي الولايات المتحدة نفسها.
المؤلف: شن بنغ – باحث خاص في معهد أبحاث كونلون سي .
The post الجيش الأمريكي ينجح في إسقاط “الدبور الكبير”! first appeared on الخبر اليمني.