تقرير عبري: انسوا القصف الجوي لا يمكن هزيمة قوات “صنعاء”
ديسمبر 29, 2024
نشر موقع (كالكاليست) العبري تحليل مطول عن سير الضربات الجوية التي تشنها القوات المسلحة اليمنية على إسرائيل في إطار مرحلة الدعم والإسناد للمقاومة الفلسطينة منذ فجر 7 أكتوبر 2023، مؤكدا عدم قدرة القوات الجوية للاحتلال على حسم معركته العسكرية ضد القوات اليمنية.
متابعات خاصة – الخبر اليمني:
واستند التقرير إلى القدرات العسكرية للحوثيين في مواجهة السعودية لسنوات عديدة على الرغم من سلسلة الغارات الجوية على مناطق مختلفة من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء.
وقال التقرير إن جيش الاحتلال استهدف اليمن أربع مرات، ورغم توزيع أفضل الطائرات المقاتلة وأذكى القنابل في العالم على محطات توليد الطاقة ومرافق الموانئ ومستودعات الأسلحة والبنى التحتية المختلفة، لكن القوات اليمنية لم تتراجع مرة عن إطلاق صواريخ كروز ثقيلة على المواقع الإسرائيلية مثل الطائرات بدون طيار، وحتى الصواريخ الباليستية الخطيرة والقوية.
وتابع أسألوا المملكة العربية السعودية، قصفت قواتها الجوية الحوثيين في الفترة من 2015 إلى 2022، فزرعت دماراً هائلاً جعل أحياء بأكملها في صنعاء تبدو مثل جباليا، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 20 ألف يمني – ولم يساعد ذلك؛ ومع ذلك لم يستمر الحوثيون في الرد بالطائرات الانتحارية بدون طيار فحسب، بل تسببوا أيضًا في أضرار جسيمة للبنية التحتية النفطية السعودية.
وقال إنه اعتبارًا من عام 2018، بدأ بناء قواعد صواريخ تحت الأرض في اليمن، في نموذج مشابه لنموذج حزب الله – رغم أن وضع القواعد غير واضح وحتى لو أصبحت جاهزة للعمل، فإن معظم الصواريخ غير موجودة ولا تزال متناثرة في الرقعة الجغرافية الواسعة، وبهذا يعتبر الحوثيين بمثابة صداع نصفي للجيش الأكثر تسلحا والذي يقف عاجزا أمام قدرات اليمنيين.
وقال التقرير إن صعوبة تتبع مخازن الصواريخ سيكون كابوسا ضخما يلاحق القيادات العسكرية للاحتلال، وهذا يعني أنه للعثور على مخزون الصواريخ، سيتعين علينا الزحف من كهف إلى كهف في اليمن، لنفترض أننا بطريقة ما حاولنا، فلا ننسى أنه سيستمر الحوثيون في إطلاق طائرات انتحارية بدون طيار علينا كل يوم لسنوات إذا أرادوا ذلك، تمامًا كما فعلوا مع السعوديين هل يمكن حل هذه المشكلة؟.
ومن المتوقع أن يتزايد إطلاق الصواريخ بعيدة المدى من مناطق قوات صنعاء في شمال البلاد، بسبب غرورهم العسكري الذي سيجبرهم على الرد على القصف الجوي الأخير الذي تسبب بأضرار في محطات الكهرباء، والموانئ والمطارات في البلاد.
وأشار التقرير إلى قوة الحوثيين التي أصبحت في وقت واحد أكبر وأقوى الجيوش وأكثرها استقرارًا، وطالما استمروا في إطلاق النار وتعريض أمن إسرائيل للخطر، وسيكون بمقدورهم بسهولة المطالبة والحصول على الميزانيات المالية.
واعتبر أن أسلوب التجسس واستخدام الطائرات المسيرة كما حدث في غزة لن يحقق أي نجاح في اليمن، وليس فقط نتيجة عدم وجود قوات عسكرية على الأرض بل لأن أنظمة إطلاق الحوثيين للصواريخ والطائرات تعمل بشكل مختلف تمامًا، ومعظمها متنقلة ورشيقة للغاية – قاذفات كبيرة توضع على شاحنات قوية – مخبأة في الكهوف الطبيعية في جميع أنحاء شمال اليمن.
وأكد التحليل أن القوات المسلحة اليمنية لصنعاء تستخدم حاليا نوعين من الصواريخ الباليستية، الأول هو طوفان، ولديه رأس حربي يصل وزنه إلى 650 كجم، ويتم دفعه بالوقود السائل – لذا يجب إعادة تزويده بالوقود قبل الإطلاق؛ فهو يصدر بعض الضوضاء التي يمكن أن تساعد في الكشف المبكر عنها.
أما النوع الثاني فهو صاروخ فلسطين 2 ويسبب مشاكل متعددة لأنظمة الدفاع الجوي، ويعمل بالوقود الصلب بالتالي لا يحتاج إلى إعادة التزود بالوقود، والاستعدادات لإطلاقه لا يمكن كشفها وينطلق بسرعة تفوق صاروخ طوفان تجعل من الصعب كشفه بسهولة.
وأشار التقرير إلى أن الرأس الحربي للصاروخ يتضمن محركًا خاصًا به، وهو قادر على الإسراع وقت سقوطه على الهدف بشكل رهيب، وتفوق سرعته الصوت وإجراء تصحيحات للمسار لتحسين دقة ضربته الجوية، وكذلك التهرب قليلاً في الطريق إلى الأرض – مما يجعل من الصعب تحليل المسار واختيار نقطة الاعتراض، مثلما حدث في الصاروخ الذي أصاب مدرسة وحديقة عامة في يافا.
وأكد أن رأسه الحربي أصغر بكثير من صاروخ طوفان، ويحتوي على ما يبدو أقل من 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة لكنه لا يزال يوجه ضربة حركية هائلة إلى هدفه، يمكن أن تؤدي إلى انهيار المباني والتسبب في أضرار جسيمة. ولولا الحظ في الضربات على غوش دان ومن الممكن أن تنتهي بمقتل العشرات.
واستعرض التقرير تجارب الجبهات في غزة ولبنان، مشيرا أن قوات الجيش الإسرائيلي لا تمتلك المعلومات الاستخبارية المناسبة؛ كونها لعقود من الزمن ركزت على حزب الله وسوريا وإيران والفلسطينيين، وجاهلت المشهد اليمني، وحتى اليوم، لا تتوفر معلومات واضحة كافية عن مواقع منصات الإطلاق والمستودعات، وعن إجراءات العمل حولها، وعن معظم القادة والأركان.
واستطرد التقرير أن القوات اليمنية منظمة بشكل أساسي وهو ما يشكل كابوساً لضباط المخابرات، بالإضافة إلى الدوائر المحيطة بها من المكونات والأحزاب السياسية التي تمتلك دائرة مغلقة غير قابلة للاختراق، ومن حولها العديد من المكونات الكبيرة منها القبائل ذات التجربة العسكرية.
أما من الناحية اللوجستية وهي أكثر إشكالية بالنسبة للجيش الإسرائيلي على عكس البقية، تعتمد الذراع الطويلة للحوثيين إلى حد كبير على الطائرات الانتحارية بدون طيار، مثل طائرة “حيفا” التي ضربت تل أبيب قبل بضعة أشهر، نظرًا لأن مثل هذه الطائرات بدون طيار لا تتطلب معالجة خاصة أو صيانة معقدة، فيمكن أيضًا تخزينها في أي مكان، ويمكن أيضًا لمجموعة منها العمل بسهولة.
ومن المحتمل أن الحل هنا لن يأتي بالقوة، على الأقل ليس بالطريقة المباشرة والمتفجّرة التي يحبها الإسرائيليون، وتساءل التقرير ما هي دوافع الحوثيين التي يمكن أن نلعب عليها هنا؟ القبائل كلها مقاتلة معه ومئات الآلاف منهم يحملون قذائف آر بي جي وشاحنات تويوتا الصغيرة أقل أهمية عند إطلاق النار على السفن فقط في الجوار.
واختتم التقرير إنه إذا حصلت الحكومة التابعة للسعودية على ما تحتاجه، فيمكنها الخروج ومحاربة قوات صنعاء مشيرا إلى أن هذه الخطوة لا يمكن معرفة مدى نجاحها كون الكثير من اليمنيين يؤيدون مواقف صنعاء لمساندة الفلسطينيين.
The post تقرير عبري: انسوا القصف الجوي لا يمكن هزيمة قوات “صنعاء” first appeared on الخبر اليمني.