عدن … وديعة السعودية تفشل في إنقاذ حكومة بن مبارك

يناير 7, 2025

الجنوب اليوم | خاص

بعد اكثر من أسبوع من إعلان السفير السعودي محمد ال جابر ، تقديم بلادة منحة مالية جديدة بقيمة نصف مليار دولار لدعم الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي في مدينة عدن ، لم يتغير واقع سعر صرف العملة المحلية في السوق المصرفي في مدينة عدن والمحافظات الاخرى ، ولم تشهد المدينة حراك تجاري ملموس يعكس أثر الوديعة السعودية على الحركة الاقتصادية والتجارية في الأسواق. وبعكس ما كان متوقعاً من قبل الاقتصاديون ، فإن الوديعة السعودية الجديدة لم يكن لها أي آثار ملموسة ، على سعر صرف العملة التي لم تشهد أي تغيير إيجابي ،  وعلى أاسعار المواد الغذائيه في الأسواق المحلية في عدن ، وهو ما يؤكد أن الوديعة السعودية ألتي لم تتجاوز ٣٠٠ مليون دولار.
ومبلغ كهذا لا يكفي لتغطية واردات المحافظات الجنوبية لنحو ٢٠ يوماً من السلع والمنتجات الأساسية ، يضاف إلى أن مبلغ ٢٠٠ مليون دولار الذي يعد الدفعة الأخيرة من المنحة المالية المقدمة من قبل السعودية قبل عام ، هو مخصص بدعم العجز العام في ميزانية الحكومة في عدن ، ولذلك فإن مبلغ كهذا لا يكفي لصرف رواتب كل الموظفين التابعين لتلك الحكومة والذين تم ضمهم  بتوجيهات سعودية إماراتية وخاصة أن هناك ٢.٩ مليون موظف تم ضمهم إلى كشوفات الراتب وهم عسكريين مقابل ٥٠٠ الف موظف مدني ، وهذا العدد التضخمي من الموظفين الذين تم ضمهم إلى كشوفات الراتب لدى الحكومة في عدن يفوق عدد موظفي الدولة وفقاً لكشوفات العام ٢٠١٤ ، بنسبة ٢٠٠% .
وفي ظل استمرار الاحتجاجات واتساع نطاقها في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى من قبل النقابات العمالية وشرائح واسعة من الموظفين وخاصة المعلمين في المدارس واساتذه الجامعات على خلفية عجز حكومة بن مبارك بصرف مرتباتهم لثلاثة أشهر ،فان المؤشرات تفيد ، بأن الأزمة المالية التي تعيشها حكومة بن مبارك سوف تتواصل خلال الفترة المقبلة،ووفقاً لمراقبون ، فإن
فاتورة فساد كهرباء عدن لوحده يصل نحو ٦٠ مليون دولار شهرياً ،وفي الوقت الذي اعترف رئيس الحكومة الحالي احمد بن مبارك ، بهذا الفساد الكبير ووصفة مراقبون وتقارير برلمانية بالثقب الاسود ، فإن عدن التي تستهلك محطات الوقود فيها يومياً ١٠٠٠ طن في البوم من مادة الديزل كفيلة بالتهام الميزانية ولن تستطيع حكومة بن مبارك مواجهة أزماتها وتحسين الخدمات في ظل استمرار التواطؤ مع هوامير الفساد وتقاسم العمولات وفوارق اسعار شراء الوقود الخاص بمحطات الوقود العاملة بالديزل في مدينة عدن ،ولذلك فإن كل المؤشرات تفيد بأن المحافظات الجنوبية ستواجه أيام صعبة خلال العام ٢٠٢٥ .

ويمكن أن يتحسن الوضع في حالة التواصل إلى اتفاق مع صنعاء يقضي بإعادة تصدير النفط الخام والغاز المسال برعاية الأمم المتحدة ، خاصة في ظل عزوف المجتمع الدولي عن دعم الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي ماليا ، خلال الأشهر الماضية.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا