بين تصنيفا ترامب و الحوثي ايهما الخاسر؟
يناير 25, 2025
تعود المواجهة الامريكية – اليمنية مجددا إلى صدارة المشهد بعد ان كانت خفتت مع قرار اليمن خفض التصعيد بالبحر الأحمر ، لكن مع تراشق الطرفان بقرارات التصنيف ايهما سيكسب المعركة ؟
خاص – الخبر اليمني:
بعد ساعات على اتصال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعرضه مبالغ اكثر من تلك التي طلبها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وضع الأخير قرار تصنيف حركة انصار الله “الحوثيين” على لائحة الإرهاب مجددا، وفي ذهنه دفع بن سلمان لمزيد من الأموال ، غير أن الخطوة الامريكية التي لم تكن جديدة او مفاجئة بالنسبة لصنعاء، سرعان ما قوبلت بالرد اليمني بقرار أصدره رئيس المجلس السياسي ، اعلى سلطة في صنعاء، وقد قضا بإعادة تنصيف الولايات المتحدة على راس لائحة الدول المعادية لليمن.
بالنسبة للقرار الأمريكي، وكما يبدو من نص نشرته البيت الأبيض، فالأمر لا يتعدى فرض حصار اقتصادي على اليمن سواء باستهداف الشركات والمصارف او منع التعاملات الاقتصادية مع صنعاء وقد سبق للخزانة الامريكية وان نفذته أصلا بسلسلة عقوبات طالت رجال اعمال وشركات وحتى سفن .. فعليا يبدو القرار الأمريكي الذي اعقب قرار سابق ومماثل لإدارة بايدن مفرغ وكل ما يحمله مجرد مناورة في وجه السعودية التي تعول على ترامب لتغيير حظوظها العاثرة في اليمن..
وخلافا للقرار الأمريكي، يبدو القرار اليمني الجديد اكثر أهمية ، حيث اثار اهتمام خبراء ومراقبين دوليين لاسيما وأن القرار اليمني، خلافا للأمريكي الذي سبق وان اعلن في العام 2020، يحمل ابعاد عدة بعد نجاح اليمن بكسر الهيمنة والنفوذ الأمريكي في المنطقة على الأقل بحريا.
كان للقرار اليمني الذي سبق وان صدر العام الماضي ردا على التصعيد الأمريكي- البريطاني الذي استمر لأكثر من عام، تداعيات جلية برزت بإغراق سفن تجارية سواء أمريكية او بريطانية وصولا إلى قصف بوارج والحاق اضرار بنحو 4 حاملات طائرات أمريكية وعشرات البوارج الامريكية – البريطانية.
لم يكن لأحد في العالم ان يرى سيناريو كهذا وقد أصبحت القوة الضاربة لأمريكا تبحث عن مكان امن لالتقاط أنفاسها منذ الأطراف الشمالية والجنوبية للبحر الأحمر وحتى المحيط الهندي مرورا ببحر العرب وخليج عدن. لقد تبعثرت الهيمنة الامريكية ودفنت في أعماق البحار من اول يوم قررت فيه اليمن وضع البوارج والسفن الامريكية على لائحة الأهداف.
ومع أنه كان يتوقع ان يشهد التوتر بين القوات اليمنية والأمريكية انخفاضا في ضوء اتفاق غزة الذي أعلنت صنعاء التزامها بها وقررت بموجبه خفض مراحلها التصعيدية التي وصلت في ذروتها إلى الخامسة إلى الأولى مع إبقاء السفن الإسرائيلية فقط على لائحة حظر الملاحة.
اليوم ومع قرار التصنيف اليمني الجديد يثار جدلا حول الخطط اليمنية لتطبيقه فعليا ، ومن خلال ما يطرحه المسؤولين في صنعاء يبدو أن المعركة قد تأخذ بعدا اكبر من ذي قبل فالمواجهة ، كما يلمح نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ سابق، حسين العزي، لن تقتصر على البحر بل قد تشمل كافة المصالح الامريكية في المنطقة وهذا يشمل كما يبدو القواعد في السعودية.
قد يكون القرار الأمريكي اخذ صيتا بحكم الهيمنة الامريكية على الاعلام والسياسية لعقود ، لكن في الواقع لن يتعدى ادراج ترامب خلافا لليمن والتي لديها بنك اهداف كبيرة في المنطقة قد تتجاوز معها حدود ما يتوقعه الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة وهي التي اثبتت ذلك فعليا بمعركة اسناد غزة والتي لا تزال نيرانها مشتعلة حتى اليوم.
The post بين تصنيفا ترامب و الحوثي ايهما الخاسر؟ first appeared on الخبر اليمني.