هكذا ضربت صنعاء مفهوم الأمن الاستراتيجي للكيان الغاصب

مع تصاعد الأزمات الإقليمية وتغير أولويات المواجهة مع العدو الإسرائيلي بعد ملحمة طوفان الأقصى الخالدة برز اليمن إلى ساحة المواجهة الإقليمية وبوصفه التحدي الأمني الأبرز وغير المسبوق للعدو الإسرائيلي.

صلاح الدين بن علي ـ الخبر اليمني:

فطوال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي خاضها اليمن بكلّ اقتدار إسناداً لغزّة لم تتوقف الهجمات الصاروخية اليمنية عن إمطار المستوطنات الإسرائيلية والمراكز الحيوية للكيان الغاصب وهو ما جعل المستوطن الإسرائيلي في حالة من الترقب والقلق الدائم وأصاب المسؤولين الإسرائيليين بالرعب.

الضربات الصاروخية المسددة لليمن في عمق المستوطنات المحتلة أحدثت تأثيرًا عميقًا على الحياة اليومية في المجتمع الإسرائيلي حيث دفعت ملايين المستوطنين إلى الملاجئ وعطّلت حركة الطيران إلى المدن المحتلة مفرزةً واقعاً جديداً أثبت من خلاله اليمنيون وطوال عام كامل أنهم قادرون على إرباك المنظومة الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية وهو ما جعل اليمن محط أنظار العالم كقوة لا يُستهان بها في الشرق الأوسط كما تؤكّد التقارير الدولية اليوم.

وطوال هذه المعركة الفارقة في التاريخ العسكري اليمني شكلّت اليمن معادلة فريدة في الصراع الإقليمي إذ وعلى الرغم من بُعد المسافة بين اليمن وكيان العدو الغاصب كانت الصواريخ اليمنية بمختلف أنواعها تقطع مئات الكيلومترات لتصيب أهدافًا استراتيجية للعدو في العمق الفلسطيني المحتل وبدقة متناهية وسط عجز إسرائيلي تام عن وقف جبهة الإسناد اليمنية بل وعجز أمريكي بريطاني أيضاً.

اليوم تُشير التقارير الدولية إلى فشل كل الجهود الإسرائيلية والغربية، بما فيها التحالف الذي قادته الولايات المتحدة، في منع الهجمات البحرية والجوية اليمنية وهو الفشل الذي عكس عجز القوى الكبرى عن فرض معادلة ردع واحدة تُجاه جبهة الإسناد اليمنية.

عن كلّ ذلك تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن اليمن أصبح التحدي الأمني الرئيسي لإسرائيل مؤكّدة أن هذا التحدي الأمني الجديد يجعل إسرائيل في موقف حرج، حيث أظهرت الضربات الجوية الانتقامية ضد اليمنيين عجزها عن ردع الهجمات.

كما وتؤكّد الصحيفة الأمريكية أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فشل فشلاً ذريعاً طوال الفترة الماضية في منع الهجمات البحرية والجوية اليمنية والتي واصلت استهداف العدو الإسرائيلي حتى اللحظات الأخيرة ضمن معركة الإسناد لغزّة.

وتخلص الصحيفة في تقرير نشرته مؤخّراً إلى أن اليمن أصبح محورًا جديدًا في الصراع الإقليمي مع نجاحه في فرض معادلةِ قوةٍ غير متوقعة على الساحة الإقليمية وبهذه المعادلة بات اليمنيون اليوم التحدي الأمني الرئيسي لإسرائيلي.

The post هكذا ضربت صنعاء مفهوم الأمن الاستراتيجي للكيان الغاصب first appeared on الخبر اليمني.