سياسة التجويع تتفاقم في عدن: غاز المنازل حلماً بعيد المنال!

مارس 1, 2025

الجنوب اليوم | خاص 

في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي تعصف بمدينة عدن، يواجه الآلاف من المواطنين اليمنيين أوضاعاً معيشية صعبة للغاية، خاصة مع تفاقم أزمة الغاز المنزلي التي وصلت إلى ذروتها مع بداية شهر رمضان المبارك. المواطنون الذين تحدثوا لوسائل إعلام محلية أفادوا بأن يومًا عصيبًا مر عليهم بسبب نفاد الغاز من منازلهم، مما أجبر العديد من الأسر على اللجوء إلى حلول بدائية ومكلفة لتلبية احتياجاتهم اليومية.

 

في مشهد يعكس حجم المعاناة، اضطرت بعض الأسر المقتدرة إلى شراء وجبات الإفطار من المطاعم التي لا تزال تعمل رغم إغلاق معظمها بسبب نقص الغاز، بينما لجأت أسر أخرى إلى طهي طعامها باستخدام الحطب، في عودة إلى أساليب بدائية لم يعهدها سكان المدينة منذ عقود.

 

وتشهد عدن منذ أيام أزمة غاز خانقة، تفاقمت مع دخول شهر رمضان، حيث تشهد الشوارع الرئيسية طوابير طويلة من السيارات المحملة بأسطوانات الغاز، مما أدى إلى إغلاق طرق رئيسية وتزايد الازدحام المروري. المواطنون ينتظرون لساعات طويلة أمام محطات توزيع الغاز، التي تعاني بدورها من نقص حاد في الإمدادات.

 

سياسة التجويع واستمرار المعاناة

في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من نقص حاد في المواد الأساسية، بما في ذلك الغاز والوقود والغذاء، تتهم فصائل محلية التحالف السعودي الإماراتي وحكومة بن مبارك والمجلس الانتقالي بالمسؤولية عن سياسة التجويع التي تمارس ضد السكان. وتشير تقارير إلى أن هذه الأطراف تتقاعس عن توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، بينما تنعم النخب السياسية والعسكرية الموالية لها بحياة الرفاهية في القصور والفنادق الفاخرة.

 

وتعليقًا على الأزمة، قال أحد سكان عدن: “نحن نعيش في جحيم حقيقي، بينما من يفترض أن يحمينا ويعتني بنا ينعمون بالرفاهية. الغاز أصبح حلماً بعيد المنال، والطعام أصبح رفاهية لا نقدر عليها. أين حقوقنا كمواطنين؟”.

 

تداعيات إنسانية خطيرة

الأزمة الحالية ليست مجرد نقص في الغاز، بل هي جزء من أزمة إنسانية أوسع تشمل نقصًا في الغذاء والدواء والوقود، مما يهدد بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ في تاريخ المدينة. المنظمات الإغاثية تحذر من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن.

 

وفي ظل صمت دولي مطبق، يبدو أن معاناة سكان عدن لن تنتهي قريبًا، حيث تتواصل سياسة التجويع والإهمال التي تمارسها الأطراف المتحكمة في المدينة. المواطنون يطالبون بتحرك عاجل لإنقاذهم من هذه الأزمة، لكن يبدو أن أصواتهم تذهب أدراج الرياح في ظل انشغال القوى السياسية بصراعاتها الداخلية.

 

نداء أخير

مع استمرار الأزمة، يوجه سكان عدن نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري وإنقاذهم من سياسة التجويع التي تهدد حياتهم. ففي الوقت الذي يستعد فيه العالم لاستقبال شهر رمضان بالفرح والبركة، يجد سكان عدن أنفسهم في مواجهة معاناة يومية تزداد قسوة مع مرور الوقت.

 

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا