دلالات قرار التصنيف وابعاده وتأثيره ومدى نجاح تنفيذه.. أمريكا تختار الطريق الصعب باليمن

تعود المواجهات اليمنية – الامريكية إلى صدارة المشهد في الشرق الأوسط وقد قررت الإدارة الجديدة سلوك طير جديد يبدو اكثر تعقيدا من غيره، فما إمكانية تحقيق أمريكا  لأجندتها عبر المسار الجديد  وإلى سيقود التصعيد المتبادل؟

خاص- الخبر اليمني:

بعد اشهر من المواجهة بأبعادها الاقتصادية والعسكرية  والدبلوماسية مع اليمن، وسط فشل جميع الخيارات في احتواء العمليات المساندة لغزة ووصول واشنطن  إلى طريق مسدود وسط  نجاح اليمن بتوجيه   ضربات على كافة المحاور  قررت الإدارة الجديدة بقيادة ترامب خط مسار جديد  بدا بإعلان تصنيف انصار الله “الحوثيين” على لائحة الإرهاب ولا يبدو انه سيتوقف هنا.

بالنسبة للإدارة الامريكية الجديدة فغن الخيار العسكري ضد اليمن لم يعد متاح في ضوء قرارها سحب حاملة الطائرات “ترومان” واسطولها من البحر الأحمر  كأخر قوى أمريكية ضاربة في الخليج،  ولا  مجال للحرب الاقتصادية وقد نجحت اليمن بامتصاص صدماتها على مدى اكثر من عقد من الحرب التي قادتها السعودية والامارات  بالوكالة،  ولم يتبقى بالنسبة لأمريكا سوى الخيار الصعب وهو اغلاق نوافذ التواصل مع صنعاء ضمن خطة تهدف لتشديد الحصار على اليمن  دبلوماسيا واقتصاديا.

بالنسبة لقرار التصنيف لم يكن جديد فقد أعلنته إدارة ترامب لحظة تنصيبه بالبيت الأبيض وكان يتوقع ان يدخل حيز التنفيذ  بعد 30 يوما من إعلانه ، لكن تأجيله يبدو انه ذات ابعاد  إقليمية  فهو يأتي ذي وقت تترقب فيه الأوساط الدولية والإقليمية عودة الحرب على غزة وما ستسبب به من تداعيات ابرزها عودة عمليات المقاومة المساندة لغزة وعلى راسها اليمن ، واخيار أمريكا لهذا التوقيت بالذات ، بنظر خبراء، ذات طابع ضغوط قصوى على اليمن  لتقديم تنازل فيما يتعلق بوقف العمليات البحرية وذاك كان محل نقاش عميق خلال اتصال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره العماني بدر البوسعيدي…

وبغض النظر عن الأهداف الامريكية من  تفعيل التصنيف الان، تؤكد المعطيات بان تأثيرات القرار ستكون محدودة ، لكن تداعياته ستكون اكبر من المتوقع، فصنعاء  كشفت بأنه ما من خيار متروك على الطاولة حاليا باستثناء العودة للتصعيد العسكري وهذا الخيار قد لا يقتصر على الجبهات الداخلية بل قد تمتد تداعياته إلى دول مجاورة تورطت بشكل او باخر بالتصعيد الأمريكي او تحتفظ بمصالح  أمريكية على أراضيها.

قد تكون الإدارة الامريكية تعتقد بان اعلان التصنيف سيعزز الضغوط القصوى على اليمن ويدفعها كغيرها من الدول للاستسلام والقبول بصيغة تفاوضية تنهي عملياتها المساندة لغزة وترفع ثقلها عن كاهل أمريكا الملزمة بحماية كيانها في فلسطين المحتلة ، لكن الواقع يشير إلى أن الخطوة الامريكية تأخذ الجميع نحو منحى تصعيدي قد لا تخرج أمريكا ذاتها منه سالمة.

The post دلالات قرار التصنيف وابعاده وتأثيره ومدى نجاح تنفيذه.. أمريكا تختار الطريق الصعب باليمن first appeared on الخبر اليمني.