حتى لا ننسى.. ما مصير شحنة القمح الفاسدة في عدن؟
مارس 11, 2025
الجنوب اليوم | عدن
مع دخول شهر رمضان، تراجع الحديث عن شحنة القمح الفاسدة التي رفضت السلطات الملاحية في ميناء الحديدة إدخالها لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وتم تمرير دخولها عبر ميناء عدن. اختفى أثرها رغم تأكيد مواصفات ومقاييس عدن أنها تُعد من النفايات السامة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي.
ورغم ترقُّب الرأي العام مشاهدَة صور إتلاف الشحنة، يبدو أن الشحنة مَرَّتْ وتم توزيعها في الأسواق خلال الشهر الكريم، وهو ما يعد جريمة مُدانة تتحملها حكومة أحمد بن مبارك والسلطات الملاحية في ميناء عدن.
قضية الشحنة التالفة التي تحملها السفينة MARIM M تبلغ حمولتها 5000 طن، أي أنها تُعادل 118 ألف كيس دقيق بعبوات 50 و25 كيلوجرامًا، و46 ألف كيس نشا ذرة بعبوات 40 و25 كيلوجرامًا. جميعها تم استيرادها من جمهورية مصر، والمعروف أن مصر بلد مستورد للقمح وليس مُصَدِّرًا، وهو ما يؤكد أن الجانب المصري حاول التخلص من الشحنة وبيعها لإحدى الشركات اليمنية بأسعار تقل عن قيمتها.
الشحنة التي تتبع شركة حرمل التجارية اليمنية –حسب التقارير– وصلت ميناء عدن الدولي قبل أسبوعين من حلول شهر رمضان، بعد رحلة دامت أكثر من ثلاثة أشهر، قضت معظمها في ميناء الحديدة في البحر الأحمر، في محاولة من الشركة لإدخال البضاعة عبر الميناء، إلا أن الجهات في الحديدة رفضت السماح للشحنة بالدخول لعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي.
إلا أن ملاك الشحنة عملوا على سحب السفينة “مريم” من الحديدة باتجاه السواحل في جيبوتي، ثم جرى تغيير مسارها ليتم إيصالها إلى ميناء عدن.
وفقًا للمعطيات، تم فحص الشحنة التي تم استيرادها من مصر، والأخيرة لم يُعرف عنها كدولة مُصَدِّرة بل دولة مُستوردة. ويبدو أن الشركة التي قامت بشرائها بغرض تسويقها في الأسواق اليمنية كانت تعلم أنها تالفة، وقامت بشرائها بمبلغ زهيد بقصد الربح غير المشروع.
وأثناء وصول السفينة التي تحملها إلى ميناء عدن، تم فحصها من قبل هيئة المواصفات والمقاييس، وأثبتت العينات التي تم فحصها للدقيق الذي تحمله السفينة أن الدقيق “مَسُوس”، يضاف إلى ذلك وجود تحجُّر لبعض أكياس الدقيق، وأنها غير صالحة للاستخدام البشري. وبالتالي أوصت الهيئة بعدم دخولها للأسواق، ورغم ذلك لم تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات تحمي المستهلك من مخاطر الشحنة، بل إن نيابة الصناعة والتجارة في مدينة عدن طالبت أواخر الشهر الماضي هيئة المواصفات والمقاييس بإجراء فحص جديد للشحنة، على أن يكون الفحص مخبريًا هذه المرة. فرفضت المواصفات إجراء فحص مخبري للشحنة، مُبررة ذلك بأن الشحنة –بالعين المجردة– تبيَّن أنها مليئة بالحشرات الناتجة عن تسوُّس الدقيق، ومع ذلك هناك إصرار من قبل بعض الجهات لإدخال الشحنة وتوزيعها في الأسواق.
ومنذ مطلع الشهر الكريم.. غاب أثر الشحنة، فأين شحنة الموت؟ هل تم توزيعها في الأسواق، أم لا يزال أمراء الفساد ينتظرون اللحظات الحاسمة لإغراق الأسواق بها؟