800 صاروخ 0 نتيجة.. فهل تُصلح أمريكا ما أفسدته أمريكا؟

مارس 19, 2025

رادار360-الخبر اليمني:

نشرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية تقريرًا يكشف عن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في حملتها العسكرية ضد الحوثيين، مشيرةً إلى أن هذه العمليات تصطدم بعقبات سياسية وصناعية تهدد بعرقلة تحقيق أهدافها، في ظل تعقيدات إقليمية متزايدة ونقص في مخزون الأسلحة الدقيقة.

وبحسب التقرير، تعهدت الإدارة الأمريكية بمواصلة الضغط على الحوثيين حتى يتوقفوا عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر. ومع ذلك، تصطدم حملة القصف التي بدأت قبل أيام بالقيود السياسية والصناعية الأمريكية، بما في ذلك مخزونات محدودة من الأسلحة الدقيقة، وأزمة إقليمية أوسع نطاقًا، وقوات يمنية من غير المرجح أن تتراجع – حتى في مواجهة قوة عسكرية عظمى

وذكر التقرير أن الطائرات الحربية والسفن الأمريكية شنت أكثر من 30 غارة على اليمن منذ السبت الماضي،
ورغم هذه الضربات، تشير بوليتيكو إلى أن الحوثيين تمكنوا سابقا من الصمود أمام مئات الهجمات الأمريكية في عهد بايدن، بينما يواجه المسؤولون الأمريكيون تصاعد التوترات الإقليمية،

ويرى التقرير أن أي حملة أمريكية مستدامة ضد الحوثيين ستختلف عن حملة القصف في عهد بايدن، سواء من حيث النطاق أو الشدة. ففي الفترة بين 2023 و2024، نسقت إدارة بايدن ضرباتها مع البريطانيين والفرنسيين في إطار تحالف أوسع، لكن إدارة ترامب لا تبدو مهتمة بإعادة تشكيل هذا الفريق.

وقالت دانا سترول، المسؤولة السابقة في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط: “العنصر المهم والمفقود هذه المرة هو العنصر المتعدد الجنسيات”.

ورغم استمرار دوريات بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي بقيادة إيطاليا في البحر الأحمر، إلا أن الحملة العسكرية الأمريكية الحالية تُمثل تحركًا منفردًا من جانب واشنطن.
وأبرز التقرير أن حملة القصف الحالية قد تؤدي إلى إجهاد إمدادات الأسلحة الأمريكية، التي تواجه بالفعل ضغوطًا بسبب شحنات الأسلحة المستمرة إلى أوكرانيا، والدعم العسكري لإسرائيل، وجهود واشنطن السابقة ضد الحوثيين.

وقالت سترول: “نحن نعلم أن صناعة الدفاع لا تواكب معدل الإنفاق سواء من جانب الجيش الأمريكي أو لدعم حلفائه وشركائه مثل أوكرانيا وإسرائيل”.

ووفقًا للصحيفة، أطلقت الولايات المتحدة أكثر من 800 صاروخ خلال حملتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن عام 2024، بما في ذلك 135 صاروخًا من طراز توماهوك والتي تبلغ تكلفة الواحد منها نحو 2 مليون دولار، بالإضافة إلى 155 صاروخًا قياسيًا أُطلقت من السفن الحربية الأمريكية، والتي تتراوح تكلفة الواحد منها بين 2 و4 ملايين دولار.

رغم تأكيد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أن “الجهود الأخيرة ليست هجومًا بلا نهاية، ولا تهدف إلى تغيير النظام”, إلا أن مسؤولين وضباطًا عسكريين سابقين يحذرون من أن الحملة الحالية قد تسبب المزيد من الضرر للولايات المتحدة أكثر مما تسببه للحوثيين.

ونقلت الصحيفة عن كينيث ماكنزي، الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية وقائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، قوله: “لقد عاشت الإدارة السابقة في حالة من التصعيد، وقيدت نفسها بكل ما كان عليها القيام به. هذه الأهداف أوسع وأعمق مما اختارت إدارة بايدن ضربه”.

وأشار ماكنزي إلى أن استمرار العمليات قد يؤدي إلى صرف انتباه واشنطن عن تحديات استراتيجية أخرى، مثل مواجهة الصين، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن “هناك مخاطرة، ولكنني أعتقد أن هناك مخاطرة أكبر في عدم اتخاذ أي إجراء”.

وفي ظل هذه التحديات، يظل السؤال المطروح، وفقًا للتقرير، هو هل تستطيع واشنطن تحقيق أهدافها الاستراتيجية في اليمن، أم أنها ستجد نفسها عالقة في صراع طويل دون حسم؟

The post 800 صاروخ 0 نتيجة.. فهل تُصلح أمريكا ما أفسدته أمريكا؟ first appeared on الخبر اليمني.

الذهاب إلى المصدر

قد يعجبك ايضا