تكتل سياسي لـ”القاعدة” في اليمن .. شرعنة ام صراع إقليمي ؟
أبريل 15, 2025
يعود تنظيم القاعدة في اليمن إلى صدارة المشهد من جديد ، لكن هذه المرة من البوابة السياسية وقد اختير له اهم محافظات البلاد ثروة وموقع جغرافي كمركز ، ما يثير تساؤلات حول الهدف من تمويه النشاط للتنظيم وابعاده ؟
خاص – الخبر اليمني:
فجأة وبدون سابق انذار، اعلن بين عشية وضحاها اشهار تكتل جديد بحضرموت اطلق عليه “التغيير والتحرر” وقد حشد لفعالية الاشهار مالم تستطيع المكونات الحضرمية مجتمعة لجمعه خلال أسابيع من التحشيد .. كانت الأنظار تتطلع لان يكون الإصلاح وراء التكتل ، لكن غياب ابرز قاداته في حضرموت عن المشهد إضافة إلى تصعيد الحزب هجومه عليه يشير إلى انه يخشى ان يكون بديلا له كما هو عليه الحال في سوريا حيث ازاحت القاعدة “الاخوان” بتكتلاتهم الحزبية وفصائلهم العسكرية.
من المعطيات الأولية، يكون التكتل الجديد جناح سياسي اخر لتنظيم القاعدة كما هو حال الإصلاح جناح سياسي لـ”الاخوان” فقائده هو رياض النهدي الذي نفذ العديد من العمليات الإرهابية على طول المسرح اليمني وعرضه شمالا وجنوبا .. كان خادما لاستخبارات الجنوب قبل ان يلتقطه النظام السابق في اليمن ، ووصلت علاقته إلى خارج اليمن عبر تجنيده للقتال في صفوف القاعدة في ليبيا وسوريا ويعد احد الأصدقاء المقربين للرئيس السوري الحالي زعيم القاعدة السابق احمد الشرع.
لا وجوه أخرى بارزة على الساحة اليمنية كانت سياسية او اجتماعية، وكل من شاركوا قيادات قبلية في مثلث حضرموت شبوة عرفت بعلاقاتها الوطيدة بالتنظيم وتحتفظ بتركة واسعة من المصالح مع قياداته.
فعليا، كان تنظيم القاعدة ولا زال منذ عقود يحكم قبضته على مثلث الهلال النفطي الممتد من ابين جنوبا وصولا إلى مأرب في الشمال مرورا بشبوة وحضرموت، وقد قاتل التنظيم بشراسة خلال السنوات الماضية للحفاظ على وجوده هناك واستغل التطورات في اليمن بما في ذلك الحرب على صنعاء او من يصفهم بـ”المجوس” في إشارة إلى حركة انصار الله “الحوثيين” وعندما انتهت الحرب انقسم بفعل الاستقطابات بين الامارات والسعودية حيث يقود خالد باطرفي وسعد العولقي التياران اللذان خاضا صراعات داخلية مميتة بتهم “العمالة”.
في حضرموت، التي تعد احد اهم مصادر الدخل القومي لليمن، ابرم التنظيم، وفق اعتراف ضباط إماراتيين ، اتفاق عقب سيطرته على مدينة المكلا في الأعوام التي رافقت الحرب السعودية – الإماراتية، وقد تم بموجب الاتفاق ضمان نشاط التنظيم تحت اطار السلطة مقابل تسليم مدينة المكلا للقوات الإماراتية التي تتخذ منها مركز لها على المحيط الهندي وخليج عدن والبحر العربي.
اما في الجنوب فلا يزال التنظيم يحتفظ بفصائل عدة تحت مسميات مختلفة سواء بالفصائل التابعة للانتقالي والامارات او تلك التي تمولها السعودية ويواصل تنفيذ انشطته بأريحية وبعيدا عن الأضواء إضافة إلى حصوله على أموال ضخمة من الحليفتين إلى جانب عوائد الفدية مقابل اطلاق موظفين أجانب وأمميين.
مع أن التنظيم تراجع دوره خلال الفترة الأخيرة باستثناء الصراعات الداخلية او الاجندة الإقليمية للصراع على المحافظات الشرقية والجنوبية، يكون اشهار التكتل الجديد إعادة له إلى صدارة المشهد، لكن ما الدافع؟
من حيث التوقيت يبدو ان ثمة اجندة دولية وإقليمية تتعلق بالصراع على محافظة حضرموت النفطية التي تشهد توترا بين اكثر من قوة إقليمية ابرزها الامارات والسعودية، فالأخيرة دفعت توا بإعلان انفصال المحافظة ضمن إقليم النفط المعروف بـ”حضرموت ” والذي يضم محافظات أخرى هامة كشبوة والمهرة وحتى جزيرة سقطرى وعينها على ابتلاع تلك المحافظات دفعة واحدة واقصاء حليفتها الصغيرة التي تحاول تقايضها النفط مقابل الساحل.. ومع أن الدور الاماراتي للرد على التحركات السعودية في حضرموت لا يزال بعيدا في ضوء اعلان الانتقالي فعالية مرتقبة نهاية الشهر للمطالبة بفصل الساحل، تشير المعطيات إلى دخول قوى دولية أخرى ابرزها تركيا التي لم تخفي دعمها للتكتل الجديد إضافة للولايات المتحدة المعجبة بتجربة الاتراك في سوريا.
على الصعيد العسكري لا يشكل التكتل الجديد اي معيار في موازين القوى والحديث عن أن وجهته ابعد من حضرموت تبدو مجافية للواقع ، فالمشاركين بالإشهار لا يتجوزون رقعة جغرافية بطرف حضرموت وقد يجد نفسه محاصر في الهضبة النفطية التي تتكالب عليه قوى عدة..
The post تكتل سياسي لـ”القاعدة” في اليمن .. شرعنة ام صراع إقليمي ؟ first appeared on الخبر اليمني.