تقديرات إسرائيلية: واشنطن تفشل في كبح اليمن.. وإسرائيل تفقد الثقة في الردع الأميركي
أبريل 25, 2025
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية إن الجبهة اليمنية باتت – كما تصفها صحيفة جيروزاليم بوست – الجبهة الأكثر اشتعالًا منذ 7 أكتوبر، والأكثر زخمًا من بين جميع الجبهات التي فُتحت عقب عملية طوفان الأقصى.
متابعات-الخبر اليمني:
وترى الصحيفة أن القوات المسلحة اليمنية، التي كانت تُعتبر في السابق تهديدًا هامشيًا، تحولت إلى الطرف الوحيد ضمن محور المقاومة الذي لم يتكبد انتكاسات استراتيجية خلال الأشهر الماضية. بل وعلى العكس، ما تزال منخرطة بقوة في القتال، موجهة هجماتها ضد أهداف إسرائيلية وأميركية، لتصبح – حسب وصف الصحيفة – القوة الأكثر نشاطًا والأكثر إصرارًا على مواصلة المعركة.
وتنقل جيروزاليم بوست أن الولايات المتحدة تجد نفسها أمام معضلة تشبه تلك التي واجهتها إسرائيل في غزة، حيث لا يظهر “العدو” حساسية عالية تجاه الخسائر البشرية أو تدمير البنية التحتية، ولا يبدو أنه ينوي التراجع أو تعديل مساره تحت وطأة الضغط العسكري. فالعمليات اليمنية التي انطلقت منذ نوفمبر الماضي استهدفت بدرجة أساسية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
الصحيفة تشير إلى أن أداء القوات المسلحة اليمنية لا يظهر عليه أي مؤشر ضعف، وأن الولايات المتحدة، رغم الضربات الجوية شبه اليومية، لم تنجح حتى الآن في تفكيك البنية القتالية أو التأثير على هيكل القيادة والسيطرة داخل صنعاء، وهو ما يفرض على واشنطن خيارين لا ثالث لهما: إما التصعيد الكبير بما في ذلك احتمال تدخل بري، أو القبول الضمني باستمرار هذه القوة الإقليمية في العمل والنفوذ.
ويتابع التقرير أن نقاشًا بدأ يطفو إلى السطح في الأوساط الأميركية والإقليمية، خاصة بعد تقارير أشارت إلى تصورات داخل الحكومة اليمنية الموالية للتحالف تفيد بأن الضربات الأميركية أضعفت قدرات القوات اليمنية، ما قد يتيح فرصة لشن هجوم بري على الساحل الغربي، لا سيما في محيط ميناء الحديدة. لكن الصحيفة تسجّل تحفّظًا على هذه الفرضية، مشيرة إلى أن تجربة عام 2015 أظهرت ضعف أداء القوات المدعومة من التحالف الخليجي رغم الدعم الجوي، وأن التدخل البري ضد قوة صلبة ومتماسكة مثل القوات المسلحة اليمنية يظل مغامرة غير مضمونة العواقب.
تُختتم التقديرات الإسرائيلية بإشارة مثيرة للانتباه، إذ تُلمّح جيروزاليم بوست إلى أن إسرائيل لم تعد ترى في واشنطن الضامن الحاسم القادر على فرض الردع في المنطقة، خاصة بعد فشلها في تغيير قواعد الاشتباك في اليمن، وتراجع هيبتها أمام خصم صغير الحجم من حيث الموارد، لكنه واسع التأثير من حيث الفعل الجيوسياسي والاستراتيجي.
في ظل هذا السياق، يبدو أن واشنطن أمام لحظة مفصلية لا تتعلق باليمن وحده، بل بما تبقى من صورتها كقوة رادعة في الشرق الأوسط.
The post تقديرات إسرائيلية: واشنطن تفشل في كبح اليمن.. وإسرائيل تفقد الثقة في الردع الأميركي first appeared on الخبر اليمني.